نباتات الفلورا المصرية ومميزاتها وتوزيعها الجغرافي ؟
نباتات الفلورا المصرية: الفلورا أى نبات ينمو فى أرض الوطن طبيعياً ويستكمل دورة حياته في أرض الوطن أو هى النباتات الموجودة فى بيئتها تنمو وتموت وتنبت من جديد وتهتم الدوله بدراسة الفلورا فى كل منطقة نظراً لما توفره من إمكانيات يمكن الإعتماد عليها فى التوسع فى زراعة النباتات الطبيعية وإقامة مشروعات لذلك وتتميز مصر بوضع خاص حيث تستطيع إنتاج كميات كبيرة من النباتات السطحية حيث المناخ مناسب طول العام والمساحات الكبيرة وإختلاف المناخ وتباينه من جفاف جنوباً ورطوبة شمالاً وإختلاف درجات الحرارة وتنوع أنواع التربة من رملية وطينية وجيرية وطفلة وأيضاً تتوفر الأيدى العاملة رخيصة الأجر للزراعة، وتتميز مصر بوجود العديد من النباتات الطبية التي لها صفات علاجية ودوائية هامة تحتاج إليها الشركات ومصانع الأدوية وكذلك الإحتياج العلمى لها مثل السكران المصرى والسنامكى والصبار والحنظل وغيرها من النباتات البرية وتنتشر هذه النباتات فى السواحل والوديان والهضاب والسهول وقد يصعب الوصول لهذه النباتات وجمعها وقد يقضى على هذه النباتات بالرعى الجائر أو جمعها بدون نظام أو كذلك التوسع الكبير فى إستصلاح الأراضى المصرية وزراعتها بالمحاصيل التقليدية التي أثرت على النباتات البرية ذات الصفات العلاجية والدوائية الإستراتيجية وأصبح الإعتماد على النباتات الطبية المنزرعة بدلاً من النباتات البرية، وتضم الفلورا كثير من النباتات العشبية والأشجار والشجيرات وفى الفلورا المصرية تقل نسبة الأشجار لظروفها المطرية من قلة سقوط الأمطار وتهتم الدولة بالفلورا لما تمثلة من دعم الإقتصاد القومى عن طريق بعض الخلاصات ذات الفوائد الطبية والتي توفر العملة الصعبة للوطن.
مميزات نباتات الفلورا المصرية:
1- نباتات قديمة وتاريخها مدروس من عهد المصريين القدماء مثل نبات البردى واللوتس.
2- كثرة النباتات العشبية الطبية حيث استخدمت فى العصور القديمة مثل التداوى بالصبار والإيفيدرا وثمار الخلة حيث استخرج مركب الإيفيدرين من نبات الإيفيدرا وأستخدم فى علاج الربو الشعبى خلال حضارة الصين القديمة والخلين من ثمار الخلة واستخدم فى علاج حصوات وتوسيع الحالب ومركب الرسينين المأخوذ من الراوليفيا الذى يستخدم فى علاج ضغط الدم والأمراض العصبية.
3- كثرة الأنواع النباتية حيث بها أكثر من ألفى نوع نبات تضم الكثير من النباتات ذات السيقان الأرضية أو الريزومات أو الجذور او الأبصال والنباتات العشبية الأخرى.
4- كثرة النباتات العشبية الحولية التى تمكث أقل من عام وفى بعض النباتات لاتتعدى بعض أسابيع بحيث نحافظ على نوعها فى فترة سقوط الأمطار.
5- تقل بها نسبة الأشجار والشجيرات التى تحمل براعمها معرضة للمؤثرات حيث نسبتها 5.6% ونسبة هذه النباتات فى الفلورا العالمية إلى 43% مما يدل على عدم ملائمة الظروف المصرية لإثمار الغابات لقلة الأمطار وزيادة الجفاف والرعى الجائر فى الصحراء وإقتلاع الأشجار وأستزراعها وإحلال مساحات كبيرة من هذه الغابات وأستزراعها بالمحاصيل التقليدية وأستخدام الأشجار كوقود.
6- كبر مساحة مصر حوالى مليون كيلومتر وأختلاف طبيعة الجو والتربة بها حيث تمتد مصر بين خطى طول 25- 35 شرقا وخطى عرض 22-32 شمالاً، ومن الطبيعى أختلاف المناطق عن بعضها من حيث درجة الحرارة والرطوبة حيث هذه المساحات ذات طبوغرافية مختلفة فمنها الجبال والسهول والصحارى والوديان ووادى النيل والمناطق الساحلية فى الدلتا وسواحل البحر الأحمر ومن ثم فإن لكل منطقة مناخ وتربة خاصة بها تناسبها مجموعة نباتية تختلف عن باقى المناطق وتقسم الجمهورية إلى مناطق جغرافية حسب توزيع الفلورا وتضم كل منطقة مجموعة نباتية ذات صفة مشتركة تلائم هذه المنطقة ويوجد مناطق أخرى تشابه نبات الفلورا مع الدول المجاورة حيث المناطق القريبة من البحر الأبيض وتعتبر امتداد للفلورا التونسية والجزائرية، بينما فى الجزء الجنوبى (منطقة جبل علبة) تتشابة الفلورا مثل الفلورا النامية فى شمال السودان وتضم سيناء فلورا خاصة بها تشبة الفلورا الخاصة بإيران أما نباتات الصحارى المصرية فتشبة إلى حد كبير النباتات النامية فى صحارى آسيا والتى تمتد حتى الهند شرقا.
أقسام الفلورا المصرية: يمكن تقسيم الفلورا إلى 4 مناطق رئيسية وهى:
1- منطقة الصحارى: تشمل الصحراء الشرقية والغربية بما فيها من مناطق جبلية و نباتات وهذه المنطقة عبارة عن أعشاب حولية تنتهى دورة حياتها فى فترة وجيزة ولها تحورات خاصة فى نموها الخضرى وتركيبها التشريجى والقليل منها معمر ونادرا ما توجد بها أشجار مثل السنط ومن نباتات هذه المنطقة الصبار – الحنظل – السكران – السيناميكى.
2- منطقة البحر الأبيض المتوسط: تشمل الشريط الساحلى المجاور لشاطئ البحر المتوسط والذى يضم حافتى جبليين بجوار الساحل الرملى لشاطئ البحر المتوسط وتختلف أجزاء هذه المنطقة بعضها عن بعض لوجود أراضى مالحة وأخرى جبلية وصخرية لذلك تقسم إلى تحت لمناطق التالية :
*- ا لمناطق الصخرية: تضم هضبتين متوازيتين لساحل البحر البحر المتوسط أحدهما شماليه و الأخرى جنوبية وت قل فيه النباتات حيث توجد معمرة وتتميز نباتاها بمجموع جذرى طويل ومنها الزعتر .
*- المنطقة الرملية: عبارة عن منطقة متاخمة للشاطئ وتمتاز هذه النباتات بمجموع جذرى كبير أيضا حتى لاتتأثر تيارات الأمواج أو الرياح ومنها الشيح.
*- المناطق الملحية: تشمل الأراضى الملحية المجاورة لبحيرة مريوط شمالا ومعظم نباتاتها تتبع العائلة الرمرامية ومنها نبات الخشخاش وعنب الديب.
*- المنطقة الشرقية (المنزرعة): تضم سهول الهضبتين الموازيتين لساحل البحر المتوسط الشمالية والجنوبية حيث بها الزراعة على الأمطار ويزرع بها الشعير وهذه المنطقة ذات تربة صفراء خفيفة ومنها الشيح والخشخاش والخلة.
3- منطقة ساحل البحر الأحمر: تشمل الأراضى المجاورة لساحل البحر الأحمر من جبل علبة جنوبا إلى حلون ومعظمها مناطق جبلية بها وديان وتضم أكبر عدد من الأنواع النباتية من مغطاة ومعراة البذور والسرخسيات وبعض النباتات المائية و الطحالب التى توجد فى مياه البحر الأحمر وتتميز هذه المناطق بأنها الوحيده فى مصر والتى تضم غابات حقيقية ومن أهم نباتاتها الشورى واشتق اسمه من اسم العالم العربى (ابن سينا) وهو نبات برى يستعمل فى الرعى ويستعمل القلف فى الدباغة.
4- منطقة سيناء: تشمل شبة جزيرة سيناء وأرضها مرتفعة يصل ارتفاعها فى بعض المناطق إلى 1 قدم عند سطح البحر فهى تضم جبال صحراوية تنمو بها بعض النباتات السرخسية والنباتات الحزازية وتضم نبات الإشيليا والشيح و الحنظل والسنامكى.
الأهمية الأقتصادية للفلورا النباتية المصرية: نتيجة لكثرة وتعدد النباتات فى الفلورا المصرية وتنوعها ترتب على ذلك تعدد فوائدها وأستخدامها مما جعلها ذات أهمية كبيرة فى الأقتصاد القومى والزراعى وتتمثل الأهمية الأقتصادية لها كما يلى:
1- نباتات لها قيمة غذائية: منها القمح والذرة والبقوليات والمحاصيل الثمرية التى تؤكل ثمارها فهى تساعد فى سد الفجوة الغذائية.
2- نباتات لها قيمة طبية وعطرية: لاحتوائها على مواد فعالة لها قيمة دوائية أو زيت عطرى مما يستعمل فى كثير من المجالات (روائح وعطور – مستحضرات تجميل – دواء أطفال لتحسين الطعم).
3- نباتات تستخدم كأعلاف للحيوان: مثل البرسيم والذرة العويجة والمجموع الخضرى لكثير من النباتات.
4- نباتات مصدر للمواد الخام فى كثير من الصناعات الغذائية: مثل الذرة والقمح الذى يستخدم فى المخبوزات والعصائر والمشروبات والمربات بالأضافة لاستخدام النباتات الخشبية فى صناعة الأثاث والفحم كمصدر للطاقة.
5- نباتات تستخدم للزينة وتنسيق الحدائق: تعتبر جميع نباتات الفلورا داخلة فى مجال الزينة وتنسيق الحدائق خصوصا التى تمتاز بشكل جمالى سواء لمجموعها الخضرى أو الزهرى أو لطبيعة النمو الخاصة بها حيث تستخدم فى تنسيق الحدائق وزراعتها بالأحواض أو تستخدم كنباتات أصص أو تستخدم بعض أجزائها كعبوات مثل البامبو أو بعض المخاريط كما فى مخاريط النباتات المخروطية مثل الصنوبر وتستخدم الحشائش فى عمل مجموعات زهرية جافة بالتداخل مع الأزهار الجافة وتستخدم بعض الأشجار كمصدات رياح خاصة فى مزارع الفاكهة لحمايتها من شدة الرياح والرمال.
بعض النباتات الطبية والعطرية فى الفلورا النباتية المصرية: تحتوي نباتات الفلورا النباتية المصرية علي بعض النباتات الطبية والعطرية ومنها الخله البلدى والبرية والسنامكى والبلادونا والسولانم والشمر والكراوية وحبة البركة والشبت والكسبرة والداتورة والشطة السوادنى والسكران المصرى والعرقسوس والنعناع الفلفلى وبصل العنصل وعرق الحلاوة والديجينالس والكركديه والخروع والحنظل والبردقوش وحصالبان والعتر وحشيشة الليمون والفاليريانا والصبار والباباظ وعباد الشمس والونكا والكلانديولا والريحان والبابونج والحناء، وتوزع هذه النباتات فى جمهورية مصر العربية حيث تجود زراعة كل مجموعة من النباتات فى منطقة خاصة بها كما يلي:
1- منطقة بنى سويف حتى كوم أمبو: تجود بها بعض النباتات الطبية والعطرية مثال: الكراوية والسنامكى والسكران المصري والداتوره والشطة والخلة البلدى والبرية والشمر وحبة البركة والبابونج والخروع.
2- منطقة الجيزة والفيوم: تجود بها بعض النباتات الطبية والعطرية مثال: البلادونا والفاليريانا والعتر والشمر والخلة البلدى وعرق الحلاوة والريحان وحشيش الليمون والسولانم والبردقوش والكزبرة والنعناع والديجيتالس.
3- الوجه البحرى: تجود بها بعض النباتات الطبية والعطرية مثال: الخلة البلدى والبرية والسولانم والبلادونا والكزبرة والبيرثريم وحشيشة اللليمون والعرقسوس وبصل العنصل والحنظل وعرق الحلاوة والبردقوش.
أهم النباتات الطبية التى عرف إستخدامها الطبى فى الفلورا النباتية المصرية: أشتهرت مصر بالنباتات والحبوب العطرية من عهد الفراعنة حتى الآن ولم يزل كثير من هذه النباتات تحمل الأسماء الفرعونية فالكمون (نبات طبى وزينة) واسمه القديم (حمينى) واستخلص المصريون زيوت هذه النباتات العطرية وقام كهنة آمون بمزج هذه الزيوت وانتاج الطيب المقدس حيث تضيف رائحته على المعابد السحر والجمال وبلغ اهتمام الملوك بالعطول حيث أرسلت الملكة حتشبسوت اسطولا ضخما إلى الصومال واستوردت بذور شتلات وأشجار الصندل والمر واستوردت من فينفيا (سوريا ولبنان) بذور وشتلات الغار والآرز ومن شدة عنايتها بنجاح هذه النباتات أن استحضرت أخصائيين صوماليين والفنيقيين لزراعتها ورعايتها.
إعداد/ ياسر الجزار
كلية الزراعة جامعة بنها
مدرس مساعد الزينة والنباتات الطبية والعطرية وتنسيق الحدائق
yaserelgazar0@gmail.com
yaser.elgazar@fagr.bu.edu.eg
https://www.youtube.com/channel/UC71j6UPFE_GYaerzP4wheyQ/playlists
https://myaccount.google.com/?utm_source=chrome-profile-chooser&pli=1