إعداد/ ياسر الجزار
كلية الزراعة جامعة بنها
مدرس مساعد الزينة والنباتات الطبية والعطرية وتنسيق الحدائق
yaserelgazar0@gmail.com
yaser.elgazar@fagr.bu.edu.eg
https://www.youtube.com/channel/UC71j6UPFE_GYaerzP4wheyQ
https://myaccount.google.com/?utm_source=chrome-profile-chooser&pli=1
النباتات العشبية المزهرة Herbaceous Flowering Plants
تعريف النباتات العشبية :
عبارة عن مجموعة النباتات ذات السيقان غضة أو نصف غضة وتزرع بالحديقة فتضفي عليها جمالا ينبثق من جمال أزهارها المتعددة الأشكال والأحجام والألوان مع أختلاف مواعيد أزهارها في الحديقة طوال العام وما يبعثه بعضها من روائح عطرية وشكل وجمال المجموع الخضري في البعض الأخر كذلك يأتي هذا الجمال من ترتيب تلك النباتات مع بعضها بالإضافة إلي السكون والهدوء الذي تضيفه علي الحديقة”ولايخفي علي كل إنسان ما تتركه الأزهار من أثر حسن في النفس فهي رسائل الطبيعة خلقت لتعمل علي تجميلها وإخفاء القبيح منها ولقد إتخذها الشعراء من قديم الزمان مادة للتعبير بها عن الحسن والجمال وأية للإشادة والإستدلال علي قدرة الإله ومن الواجب علينا ونحن بصدد تربية المواطن الصالح أن نعوده منذ طفولاته علي حب الأزهار والاهتمام بنباتاتها وتدريبه علي زراعاتها وملاحظة نموها ومشاهدة إنبثاقها وأزهارها الجميلة الباسقة إذ أن ذلك يهذب النفس ويهيئ فيها سلامة الذوق ويدربها علي حسن الترتيب ويموها علي حب النظام ويبعث علي البهجة والسرور. وتعتبر من أهم مكونات الحديقة لتعدد ألوانها وأشكالها وأحجامها ، كما أنها تكمل الصورة النهائية للحديقة مع الأشجار والشجيرات والمجموعات المختلفة .
تقسيم النباتات العشبية:
تقسم مجموعة النباتات العشبية: إلى مجاميع فرعية تتشابه في أنها ذات مجموع خضري عشبي بينما تختلف في فترة من حياتها أو تكوينها لأعضاء تخزين أرضية أو في طبيعة استخدامها .
1_تنقسم النباتات العشبية حسب الفصل الذي تنمو فيه وقدرتها علي إتمام دورة حياتها إلي:
النباتات الحولية Annual Plants
النباتات ذات الحولين Biennial Plants
النباتات المعمرة Perennial Plants
أولاً : الأزهار الحولية :-
الحوليات الزهرية نباتات فترة حياتها محدودة بموسم واحد تنمو وتزهر خلاله لا يتجاوز العام، وتتجدد زراعتها سنويا، وتتميز هذه الأنواع بغناها بجمال زهورها وتعدد ألوانها وأشكالها.
وتقسم إلى :-
- الحوليات الشتوية :
تزرع بذورها في شهري يوليو وأغسطس وتنقل للأرض المستديمة في شهري سبتمبر وأكتوبر ونوفمبروتزهر خلال الشتاء ويمتد تزهيرها إلي الربيع ثم تكون بذورها وتموت مثل البانسيه وأبوخنجر والفلوكس والأنترهينم والكلاركيا.
2) الحوليات الصيفية:
والحوليات الصيفية المزهرة عددها أقل بكثير من عدد الحوليات الشتوية تزرع بذورها في شهري فبراير ومارس وإبريل.ويكون أغلب حياتها وإزهارها صيفاً ويستمر موسم إزهارها غالباً إلى الخريف ثم تعطى بذورها ، تتكاثر جميعاً من البذور إبتداء من نصف فبراير حتى شهر مايو وتزرع على عروات بين العروة والأخرى من 15 إلى 30 يوماً مثل القطيفة والزينيا.
3)النباتات ذات الحولين :
هي النباتات التي تكمل دورة حياتها في سنتين وتموت في نهايتها حيث تنمو نموا خضريا في السنه الاولي وتزهر في الموسم الثاني مثل الخطمية والسكران والفربسكم.
4) نباتات معمرة :
هي نباتات معمرة تنمو وتعمرأكثر من سنتين .وتكون الأزهار في موسم واحد مثل الحوليات ولكنها لا تموت بعد تكوين البذور وإنما تنمو نموا خضريا حتي يأتي موسم إزهارها فتزهر في الوقت المناسب الا أن أزهارها غالبا لا تكون في أحسن حال الا في السنة الثانية وينقسم إلي:
معمرات شتوية:مثل الجربيرا Gerbera spp.والسالفيا Salvia spp.والبنفسجViola odorata.
معمرات صيفية:مثل الفربيناVerbena spp.
أهمية العشبيات في تنسيق الحدائق و العوامل التى ساعدت على إنتشار زراعة الحوليات المزهرة فى جميع أنحاء العالم ما يلى :-
وتعتبر الحوليات من أهم النباتات المستخدمة في تنسيق الحدائق ويرجع ذلك إلي الأسباب الأتية:
- كونها أقل تكلفة من النباتات المزهرة الآخرى وأرخص ثمناً وسهولة الحصول عليها .
- كثرة أزهارها التى قد تغطى فى بعض الحالات أوراق النبات كما فى نبات اللوبليا Lobelia التى أزهاره الجميلة الزرقاء النبات .
- إستمرار الكثير من الحوليات فى الإزهار لفترة أطول من كثير من الأشجار أو الشجيرات أو غيرها من النباتات المزهرة .
- صلاحية أزهار الكثير منها للقطف وإستعمالها فى أغراض مختلفة ، كما يستخرج من البعض عطور طيبة الرائحة .
- نمو بعض الأصناف الطويلة مثل بسلة الزهور Lathyrus odoratus والمتسلقات الحولية نمواً سريعاً يجعلها صالحة لإستعمالها كستار مؤقت لإخفاء المناظر الغير مرغوب فيها
- يعطى البعض منها أزهاراً جافة تمكث مدة طويلة بعد قطفها بدون تلف .
- زراعة مساحة كبيرة منها وفى ذلك تجمع أو تكتل الأزهار مما يزيد فى بهجة المكان وجماله .
عيوب إستعمال العشبيات :
يعيب إستعمال الحوليات في تنسيق الحدائق هي قصر حياتها بالنسبة للنباتات المعمرة وكذلك الأشجار والشجيرات حيث تعيش هذه النباتات في الأرض عدة سنوات فلا تحتاج إلي شراء بذور كل عام وتجديد زراعتها بعكس الحوليات فغن خدمتها علي المدي القريب 4 أشهر ودقة نقلها وتفريدها تكون مكلفة وتحاج إلي مجهودمن العامل وبالتالي إستعمالها يكون مكلف وغالي وغير مستديم في الحديقة لفترة طويلة علي العكس مع الأشجارنتجنب كل هذا المجهود حيث أنها لوزرعت يصل عمرها لسنوات طويلة وبالتالي تكلفتها بالنسبة للحوليات قليلة.
أهم الشروط الواجب مراعاتها لنجاح زراعة وإستخدام الحوليات العشبيا ت:
- يجب أولا قبل كل شي أن يكون المصمم ملما إلماما كاملا بطبيعة نمو هذه النباتات من حيث الشكل والإرتفاع وميعاد التزهير واللون والكثافة وحجم الأزهار والنورات.
- اختيار البذور الجيدة ذات نسبة إنبات عالية > من 70%
3) العناية بتربة الأرض أوخلطة الإكثار في المرقد قبل بذر البذور( ثلث رمل + ثلث تربة + سماد عضوي متحلل)
4) الدقة في ضغط البذور في المرقد وينصح في حال البذور الرهيفة خلطها بالرمل لضمان حسن توزيعا والزراعة على خطوط.
5) مراعاة عدم زراعة البذور على عمق كبير حتى لا تتعفن وأيضا ليست سطحية حتى لا تأكلها الطيور والعمق المناسب هو بين 2إلى 3 سم.
6) ينصح زراعة البذور في مكان مظلل للحفاظ على البادرات.
- 7) يعتبر الري الرذاذي من أفضل طرق الري للبذور.
- 8) يجب مراعاة التوافق والتضاد بين الألوان النباتات المستخدمة وبعضها البعض ومع النباتات الأخري بالحديقة.
زراعة البذور Seed Sowing :-
تقسم بذور الأعشاب المزهرة إلى ثلاث مجموعات :-
المجموعة الأولى : البذور ذات حجم مناسب (لا كبيرة ولا دقيقة) وهذه تزرع بذورها بالمكان المعد للزراعة مباشرة أو تزرع فرادى كل بذرة أو بذرتين فى أصيص (قصرية) من الفخار وعندما تنمو ينتخب النبات القوى لزراعته فى الأرض المعدة له فى الوقت المناسب ومن أمثالها : بسلة الزهور وأبوخنجر وترمس الزهور وعباد الشمس والبلظمينا .
المجموعة الثانية : البذور دقيقة ، وهذه تفضل زراعتها أولاً فى مواجير من الفخار أو صناديق صغيرة من الخشب على أن تفرد عندما يصل طول النبات إلى الحجم المناسب .
المجموعة الثالثة : البذور دقيقة إلا أن جذور شتلاتها تتأثر من عملية النقل (الشتل) لحساسيتها ولذلك لا تزرع بذورها فى المواجير كبذور المجموعة الثانية بل فى أصص صغيرة وعندما تنمو إلى الحجم المناسب ينتخب أقواها ويزرع بالأرض المستديمة مثل : المنثور – العنبر – الأرجيمون – الأشولزيا .
وتجرى زراعة البذور الدقيقة فى المواجير أو الصناديق الصغيرة بدلاً من زراعتها فى الأرض المستديمة مباشرة للأسباب الآتية :-
- تعرض سطح الأرض لأشعة الشمس المباشرة فتفقد كثيراً من رطوبتها وتقل نسبة الإنبات لعدم توافر الرطوبة وتقل نسبة الإنبات لعدم توافر الرطوبة المناسبة حول البذرة
- يصعب على النبت الصغير الدقيق الذى ينمو من بذرة دقيقة مزروعة بالأرض رفع غطاء التربة الذى فوقه .
- يصعب على جذور البادرات الدقيقة المزروعة بذرتها بالأرض إختراق طبقات الأرض بسهولة.
- الإقتصاد فى كمية التقاوى التى يكون ثمنها مرتفعاً فى كثير من الأصناف .
- سهولة إجراء عمليات الخدمة المختلفة كالرى وإزالة الحشائش والتسميد وغيرها .
- لا تتحمل البادرات الصغيرة المزروع بذرتها بالأرض مؤثرات الجو المختلفة لصغرها وحداثة عهدها وصعوبة وقايتها .
- سهولة مقاومة الأمراض والآفات التى تصيب البادرات إذا كانت البذور منزرعة بالمواجير عنها فيما لو زرعت بالأرض وزراعة البذور عملية هامة لا يقتصر الأمر على الزراعة فقط بل تحتاج إلى عناية عند البذر وملاحظة فترات الرى وإزالة الحشائش والوقاية من المؤثرات الجوية وغيرها من العمليات المختلفة .
طريقة زراعة البذور الدقيقة :-
تجهز مواجير من الفخار أو صناديق صغيرة من الخشب ويوضع قليل من الشقف فى قاعها لتنظيم تصريف مياه الرى الزائدة وتملأ بعد ذلك بالطمى الناعم مع ترك مسافة قدرها 2سم من السطح العلوى لإستقبال ماء الرى ويسوى سطح التربة باليد وقد يستبدل بالطمى أو مخلوط من من الطمى والسماد البلدى الناعم التام التحلل بنسبة 8 : 1 وقد تملأ برمل ناعم فقط عند زراعة بعض أصناف البذور الدقيقة ثم تنثر البذور على السطح بانتظام باليد أو بواسطة وضعها على قطعة من الورق المقوى وقرعها قرعاً خفيفاً بالإصبع ثم تغطى البذور بالرمل بطبقة لا تزيد عن سمكها مرة أو مرتين على الأكثر وذلك لسهولة خروج النبت الصغير (الإنبات) ، ويثبت الثرى فوق البذرة باليد أو بواسطة قطعة مستديرة من الخشب (قرص) يصنع خصيصاً لهذا الغرض ، وقد يتبع البعض خلط البذور الدقيقة بكمية مماثلة لها من الرمل ثم تنثر على سطح الماجور وذلك لضمان توزيعها على السطح بانتظام ثم يغطى بطبقة من الطمى كما سبق وتوضع بطاقة بعد الإنتهاء من الزراعة على كل منها يدون بها إسم الصنف ولون أزهاره وتاريخ زراعته ، ثم ترص المواجير فى أحواض خاصة لذلك داخل صوبة لوقايتها من أشعة الشمس وإختلاف الجو ، ويراعى فى ريها إستعمال رشاش دقيق الثقوب كما يجب أن يكون الرى بعناية حتى لا تجرف البذور إلى جانب واحد من الماجور .
ويتبع البعض تغطية المواجير بعد زراعة البذرة بغطاء خفيف من الورق لحجب الضوء لأن ذلك يساعد على سرعة الإنبات على أن يزال الغطاء بمجرد ظهور النبت فوق سطح الأرض حتر لا تستطيل النباتات وتكون ضعيفة هزيلة ثم توالى هذه المواجير بالرى المنتظ على فترات قصيرة خصوصاًفى الأيام شديدة الحر والجفاف فتروى ثلاث مرات أو أربع يومياً وذلك لتوافر الرطوبة المناسبة للإنبات ، ويفضل عدم إتباع الرى الغزير خوفاً من تعفن البذور لكثرة الرطوبة الزائدة عن حاجتها ، ويستمر على هذا النظام حتى تظهر النباتات فوق سطح التربة ثم تطال فترة الرى وتختلف أيضاً عدد الريات فى هذا الوقت بـإختلاف الجو وحالة النباتات وهكذا حتى تكبر الشتلات وتصبح صالحة للشتل أو النقل وذلك فى مدة تختلف من شهر إلى شهر ونصف ، أما فى حالة البذور الدقيقة جداً فلا يستعمل فى ريها الرشاش لأن تساقط الماء عليها يحركها من مكانها مهما ضاقت ثقوبه ولذلك فإنها تسقى بواسطة الرشح وذلك بوضع الماجور المنزرع به البذور فى وعاء به ماء ويترك به وقتاً من الزمن حتى تتشبع التربة بالرطوبة .
العمليات الخدمية الضرورية لإنجاح زراعة الشتلات :
التعشيب :-
إزلة الأعشاب الغريبة باستمرار، ويكون هذا أسهل عندما تزرع البذور في خطوط، فقد تزال كل الأعشاب خارج الخط المزروع وبسهولة، أما عندما تزرع البذور نثراً فأن إزالة العشب الغريب يتطلب دراية تامة بمعرفة النبات المزروع، لأن الأعشاب قد تتشابه في بداية نموها.
التفريد أو الشتل Transplanting :-
تجرى عملية التفريد في المشاتل أو في أماكن زراعة البذور وبعد زراعتها بشهر ونصف تقريبا لأن الشتلات التى تزرع بذورها بالمواجير أو الصناديق تنمو متراصة بعضها بجوار بعض بحيث لا يكون بينها المسافات الكافية لتنمو طبيعياً بل تجد نفسها مزدحمة فتنمو هزيلة ضعيفة لعدم وجود المسافة الكافية لتأخذ النمو اللازم لها ، حيث يتم إزالة أقوى الشتلات التي يكون طولها بين 10-12سم وتحمل أربع وريقات ويجب ري المراقد قبل عملية التفريد ببضع ساعات لضمان قلع الشتلة كاملة مع جذورها وبعدها تزرع بأصص أو أكياس بلاستيكية أو تنقل وتزرع في الحديقة مباشرة في الأحواض المجهزة مسبقاً.
طريقة الشتل أو التفريد :-
تروى المواجير قبل إجراء عملية الشتل ببضع ساعات وذلك لسهولة إخراج المجموع الجذرى من التربة كاملاً سليماً بقدر الإمكان ثم تقلع البادرات بـإحتراس ، وفى حالة الأنواع الكثيرة الأوراق كما فى الأستر يزال جزء من أوراقها لتقليل عملية النتح ، ولموازنة المجموع الخضرى للنبات بالمجموع الجذرى الذى قد يكون فقد جزءاً منه أثناء عملية الشتل أو التقليع ثم تزرع كل بادرة أو شتلة على حدة فى أصيص صغير نموة 5 أو 8 أو 10 ممللوء بالطمى الناعم بعد وضع قطعة من الشقف على الثقب الذى بوسطه لتنظيم تصريف مياه الرى الزائدة ، كما يلاحظ أن يترك بسطح الأصيص مسافة مقدارها حوالى 2سم لإستقبال ماء الرى ، وطريقة زراعة الشتلة بالأصيص هى أن يعمل ثقب بالإصبع فى وسط التربة الذى بداخله ويوضع فيه المجموع الجذرى للشتلة ثم يضغط عليه التربة بالأصابع وتدق الأرض بالأصيص دقاً خفيفاً وذلك ليثبت النبات فى مكانه به ويراعى رى الأصص التى تمت زراعتها أولاً بأول بعد الزراعة مباشرة حتى لا تزيل البادرات من جراء تركها مدة طويلة بدون رى مع ملاحظة رصها فى صفوف فى أحواض على أبعاد مناسبة ، وتجرى عملية الشتل أو التفريد فى مكان ظليل أى داخل الصوبة حتى لا تتعرض البادرات الصغيرة لأشعة الشمس والمؤثرات الجوية .
ويجب أن تكون الأصص المستعملة فى الزراعة نظيفة فإن كان سبق إستعمالها قبل ذلك وجب غسلها بالماء وإزالة ما عليها من الداخل أو الخارج حتى تتفتح مسامها ، أما فى حالة الأصص الجديدة فيجب نقعها فى الماء قبل إستعمالها لإزالة ما قد يكون بها من أملاح ضارة .
ويجب موالاة الأصص التى تمت زراعتها بالرى المنتظم على حسب الحاجة حتى يتكون للنباتات مجموع جذرى مناسب ، وهنا تدرج إلى الجو العادى وذلك بوضعها فى مكان نصف مشمس لمدة أسبوع أو عشرة أيام ثم تنقل منه إلى الجو العادى وتبقى به لمدة أسبوعين أو ثلاثة بعدها تكون معدة للزراعة بالمهاد المعد لها حيث تبقى به حتى تزهر وتعطى بذورها .
تجهيز مراقد ودوائر الأزهار :-
يبدأ بتجهيز مهاد الأزهار قبل زراعتها بمدة كافية حتى تنال نصيبها من التهوية وتعرضها للشمس فتعزق جيداً وتسمد بسماد بلدى قديم تام التحليل أو سبلة قديمة متحللة ثم تعاد عملية العزق ثانياً لخلط السماد وتغطيته بالتربة ثم تروى الأرض وبعد جفافها الجفاف المناسب يعاد عزقها لإزالة ما يكون قد نما بها من حشائش وتترك بضعة أيام معرضة للشمس ثم يسوى سطحها بعد ذلك جيداً .
أما إذا كانت الأرض غير جيدة التربة فيجب إزالة التربة من مهاد الأزهار بعمق 40سم تقريباً ويستبدل بالتربة جيدة أو خليط من الطمى والسماد البلدى القديم أو مخلوط بالسبلة القديمة بنسبة 4 : 1 وتعزق جيداً ثم تروى وبعد جفافها الجفاف المناسب يعاد عزقها ثانياً لإزالة ما يكون نما بها من حشائش وتترك بضعة أيام معرضة للشمس ويسوى سطحها بعد ذلك .
زراعة الشتلة بمراقد الأزهار :-
تختلف المسافة التى تزرع عليها الشتلات فى الأحواض الخاصة بها بـإختلاف حجمها وقوة نموها ، فالنباتات الصغيرة الحجم تزرع شتلاتها على بعد من 15 : 20سم كما فى حالة شتلات الكتيولا والسيلين والنباتات المتوسطة الحجم تزرع على بعد 30 سم كما فى الفلوكس .
أما النباتات التى تأخذ نمواً كبيراً فتزرع على أبعاد من 40 :50سم كما فى الأقحوان والمرجريت والبيتونيا .
وتراعى هذه المسافات عند الزراعة حتى تتخلل الشمس والهواء النباتات وحتى لا تتزاحم فتنمو هزيلة ضعيفة وعند زراعة الشتلات تحفر حفر على قدر حجم المجموع الجذرى لكل نبات كما يراعى أن تكون هذه الحفر فى صفوف متوازية ويخالف بينها فى الوضع فى كل صفين متجاورين .
وبعد الإنتهاء من الزراعة تروى النباتات بغزارة حتى تستقر فى أماكنها وتتثبت الجذور فى موضها وحتى لا يكون حولها فراغ مملوء بالهواء فيفسدها .
وعند نقل الشتلات من الأصص لزراعتها بالأحواض تروى قبل الزراعة ببضع ساعات ثم توضع راحة اليد اليسرى فوق سطح الأصيص على أن يكون عود النبات بين أصبعى اليد (السبابة والوسطى) وتقلب على راحة اليد وتدق حافة الأصيص خفيفاً على أصيص مقلوب ليسهل خروج النبات بما حوله من تربة (صلايا) على راحة اليد مفصولاً عن الأصيص فيؤخذ ويوضع بالحفرة التى أعدت له كما ذكر وتردم الحفرة وتضغط جيداً حتى لا يكون النبات مخلخلاً فى مكانه ويتجمع حوله ماء الرى بكثرة غير مطلوبة فيضره .
والأماكن المتبع زراعة الحوليات المزهرة بها إما أن تكون على شكل أحواض مختلفة الأشكال محدوة المساحة موجودة بالأبسطة الخضراء وتسمى فى هذه الحالة مراقد الأزهار Beds وإما أن تكون عبارة عن أحواض متسعة نوعاً تحيط بالحديقة وغالباً ما يحدها من خارجها سورها وتسمى بالدائر Border .
ويراعى عند زراعة الأعشاب المزهرة بمراقد الزهور Beds ما يأتى :-
- تزرع الشتلات فى صفوف متوازية ويخالف بين أماكنها قى كل صفين متجاورين ، وتكون على الأبعاد المناسبة التى تختلف من 15 : 50سم حسب حجم وطبيعة نمو النباتات وذلك فى حالة الأحواض المستقيمة الأضلاع ، أما فى حالة ما إذا كانت الأحواض على شكل دائرى فتزرع فى دوائر موازية للمحيط .
- يفضل زراعة كل حوض بنوع واحد ذو لون واحد مع إنتخاب الألوان التى يقبلها الذوق السليم .
- الأحواض الواقعة على الجوانب أو بالمدخل تزرع بالحوليات القصيرة حتى لا تحجب ما ورائها من مناظر أما الأحواض التى خلفها فتزرع بنباتات مرتفعة عنها نوعاً إذ يراعى التدرج فى أطوال النباتات حتى لا تحجب الأمامية النباتات الواقعة خلفها .
- تراعى فترة الإزهار بالنسبة للنباتات المختلفة إذ يحسن زراعة النباتات التى يتفق موسم إزهارها بعضها مع بعض .
- يجب أن تكون ألوان الأزهار التى تزرع نباتاتها متناسقة مع بعضها أى منسجمة ولا يكون هناك تنافر بينها .
- يراعى زراعة النباتات التى تحتاج للشمس بالأماكن المشمسة بالحديقة والتى تتأثر منها تزرع بالأماكن الظليلة مثل الأنترهينم والفلوكس والبنسيه والأستر ، فإنها من النباتات التى تجود بالأماكن المشمسة ولذا وجب زراعتها بها ، أما الأليسم والسلفيا والبيتونيا واللينم والبرميولا فإنها تزرع بالأماكن الظليلة حيث تجود بها .
ويراعى عند زراعة الأعشاب المزهرة (بالمجر أو الدائر) Border ما يلى :-
يقسم الدائر أو المجر إلى أقسام ببتوم عرضية يزرع بكل قسم منها نوع من الحوليات المزهرة وبذلك يحتوى الدائر على أكثر من نوع واحد منها وتزرع النباتات القصيرة الطول فى الأمام ويليها الأطول فالأطول وهكذا ، وذلك حتى لا تحجب الطويلة منها القصيرة ، ويراعى إنسجام ألوان الأزهار المزروعة وتوافقها .
عمليات خدمة الحوليات المزهرة والعناية بها :-
يجب العناية بالنباتات بعد زراعتها لتنمو قوية وتأخذ الحجم المناسب لها وتحمل أزهاراً تبعاً لذلك قوية ناضرة ومن أهم العمليات الزراعية التى يجب القيام بها :-
العزيق أو الشفرقة Hoeing :-
هى عملية يراد بها تكسير سطح الأرض وإزالة الحشائش ، لحفظ الرطوبة بها وتوفيرها للنباتات حتى لا يضطر لتكرار الرى ، وتجرى هذه العملية بواسطة سكين خاص تعرف بالشقرف وهو مكون من قطعة من الحديد على شكل مثلث له يد من الخشب وحافته حادة ويستعمل حيث لا يتيسر إستعمال الفأس العادية خوفاً على النباتات من تقليعها أو الإضرار بها لتقاربها ، يكون بين كل ريتين عندما تكون التربة أقرب إلى الجفاف.
الترقيع :-
ويكون بزراعة شتلات جديدة بدلا من الشتلات الضعيفة والتي تكون قد ماتت وتكون النباتات من نفس الصنف واللون يكون أحتفظ بها عند الزراعة لهذا الغرض وذلك للعمل على أن تكون جميع النباتات بالحوض الواحد من صنف واحد وعمر واحد، وتجرى هذه العملية عادة بعد مضى 10 :15 يومياً من الزراعة ، وتروى الأرض مباشرة بعد عملية الترقيع.
الري
تروى النباتات عند الحاجة ويجب أن يكون الرى منتظماً ، وتختلف المدة بين الرية والأخرى تبعاً لإختلاف الجو والتربة وحاجة النبات للماء ، فتقرب فترات الرى فى حالة الجو الحار الجاف والتربة الخفيفة أو الرملية ، وتطال فى حالة الجو البارد والرطب وبالتربة الثقيلة ويفضل الرى الغزير والرى على فترات طويلة لأنه مما يساعد على نمو جذور النبات إلى أسفل بعيدة عن سطح الأرض طلباً للماء والغذاء وهذا مما يساعد على تثبت النبات بالأرض ويقويه ، أما الرى الخفيف والذى يكون على فترات قصيرة فهو يساعد على أن تكون الجذور سطحية وهذا مما يضعف النبات ويضره .
يستبعد الري بالرذاذ عند اقتراب النباتات من مرحلة الأزهار لأن قطرات الماء تؤثر سلبا على نضارة بتلات الأزهار، وقد تسبب سقوط بعضها.
التسميد
تخلط التربة بالسماد البلدي المعقم والمتخمر جيدا ثم تروى بالماء وتترك لتنمو بذور الأعشاب الغريبة ثم تقلب التربة وتنعم وتترك لتجف جيداً قبل الزراعة. يضاف السماد العضوي بمعدل 5-7كجم لكل مترمربع، أما الأسمدة الكيميائية وأهمها الآزوتية فإنها تضاف عند الحاجة في مراحل النمو. والإتجاه الحديث الحالى فى التسميد هو إستخدام الأسمدة الحيوية وأهمها النتروبين والفوسفورين والبوتاسيوماج والنيمالس وغيرها من الأسمدة الحيوية وكذلك الزراعة العضوية وهذا الإتجاه يسمى الزراعة النظيفة .
التطويش Pinching :-
وتكون بإزالة البرعم القمى للساق الرئيسة لكي يتوقف النبات عن النمو الطولي،ويتشجع نمو الأفرع الجانبية، وتجرى هذه العملية للنباتات التى تبكر فى الإزهار قبل أن تتفرع ويتكون المجموع الخضرى الكافى لها ، ولو أن هذه العملية تعمل على تأخير إزهار النبات إلا أنه نحصل على زيادة في الأزهار لكثرة فروعه كما في القرنفل ، الزينيا Zinnia ، الاجراتوم Ageratum ، الكلنديولا Calandula ، المرجريت Chrysanthemum ، الفلوكس Phlsx ، السلبجلوسس Salpiglossis ، الفربينا Verbena .
أما النباتات التي تكون في طبيعة نموها متفرعة، فلا حاجة لتطويشها، ويراعى عند زراعة مثل هذه النباتات ترك المسافات المناسبة لهذا التفرع أى تزرع على مسافات تتناسب مع نموها وما تأخذه من حجم ومن بين هذه النباتات البلظمينا والمنثور وعرف الديك والحوليات ذات الأزهار الجافة .
قطف الأزهار
يفضل قطف الأزهار المبكرة حيث تتشكل على حساب النمو الخضري في بداية النمو، مثل قطف أزهار الهرجاية في بداية الموسم, والغاية من القطف للتشجيع النمو الخضري والحصول على تفرعات أكثر وأزهار أغزر، كما يجب قطف الأزهار الذابلة في منتصف عمر النبات في حال الرغبة بتشجيع النبات على إنتاج أزهار جديدة لأن تشكل البذور في الأزهار يستهلك معظم طاقة النبات ومدخراته.
جمع البذور :-
يعقب الإزهار عادة عقد الثمار ولذلك يجب مراقبة نضجها خوفاً من تفتحها فتتناثر بذورها ، وفى حالة الأنواع التى تتفتح ثمارها مباشرة بمجرد نضجها تجمع الثمار قبل تفتحها حتى لا تسقط البذور على الأرض ويتعذر جمعها كما فى حالة البنسيه ، البلظمينا ، أما فى حالة الأنواع الآخرى التى لا تتفتح ثمارها بسرعة أثناء نضجها فتجمع بعد النضج مباشرة وتنشر فى الشمس حتى يتم جفافها ثم تفرك وتغربل حتى نحصل على البذور نظيفة ، وبعد ذلك توضع فى أكياس من القماش أو فى صناديق خاصة ، وتخزن لإستعمالها فى موسم الزراعة الخاص بها فى مكان نظيف بعيد عن الحشرات والقوراض مع كتابة الإسم واللون على كل صنف .
توظيف واستخدام الحوليات المزهرة :-
توظف الحوليات المزهرة بزراعتها في المواقع الملائمة لها من الناحية التنسيقية كما يلي:
1ـ زراعة الحوليات في أماكن غير منتظمة في المسافات بين الأشجار والشجيرات.
2ـ تزرع في داير الأزهار وهو حوض يمتد بامتداد حدود الحديقة أو على حدود الطرق والمشايات في الحديقة.
3ـ تزرع في أحواض للأزهار ذات أشكال هندسية منتظمة في وسط المسطحات الخضراء أو على جوانب الطرق في الحديقة.
4ـ تزرع في أحواض خرسانية أو في أوعية توضع عادة في الجهة الأمامية للمنزل.
المراجع:
- كتاب الأزهار (زراعتها – خدمتها – العناية بها – إكثارها) .
د/ سليمان الحكيم كلية الزراعة – جامعة عين شمس .